الاستشارات اللوجستية: خدمة مهملة

تحسين التكلفة إلى أقصى حد هو الهدف النهائي لكل لوجستي محترم. يدرك المحترفون هذا جيدًا ويسعون لتحقيقه بأفضل قدراتهم.

في هذا السياق، ظهرت فئة جديدة من المتخصصين لتلبية هذه الحاجة والمساعدة في تحقيق هذه الأهداف بتكاليف أقل. هؤلاء الخبراء ليسوا سوى مستشارين من شركات الاستشارات اللوجستية.

بعيدًا عن أن تكون مجرد اتجاه، فهي ضرورة حقيقية للمحترفين. إنهم العين الخارجية التي يمكنها بسهولة اكتشاف السلاسل التي يجب العمل عليها لتحسين التكاليف وتحقيق إدارة أفضل بهدف الحفاظ على العميل.

في الواقع، تتطور شركات النقل والخدمات اللوجستية تحت تأثير العولمة، وتحرير الأسواق، وتغير توقعات وسلوكيات عملائها وأصحاب المصلحة الآخرين.

أقل من عشرة

ومع ذلك، على الرغم من الحاجة الحقيقية لشركات الاستشارات في هذا القطاع، إلا أن هناك نقصًا واضحًا في هذا المجال، على الأقل على المستوى الوطني.

الدكتوريس حرّاتي، المدير التنفيذي لشركة أفينيير فورماسيون، وهي شركة متخصصة في النقل والخدمات اللوجستية، يؤكد ذلك بقوله، "حاليًا في المغرب، هناك عدد قليل جدًا من شركات الاستشارات والتدريب المتخصصة في الخدمات اللوجستية." يذكر جي سي إل وأفينيير فورماسيون.

"أعتقد أنه في جميع أنحاء التراب الوطني، يجب أن يكون هناك أقل من عشر شركات لديها مؤهلات ومراجع وطنية ودولية، على الرغم من الاحتياجات الهائلة لتحقيق مكاسب إنتاجية، وتقديم المشورة، وتحليل الاحتياجات، وتنفيذ حلول تكنولوجيا المعلومات، مثل أنظمة إدارة المستودعات (WMS) أو أنظمة إدارة النقل (TMS) التي تسمح بعقلنة التكاليف وتحسين البيانات، مثل قيمة المخزون، وأوقات وتكاليف التسليم، أو تحليل جولة محسنة."

يضيف. لشرح التأخر في استشارات اللوجستيات في المغرب، يسرد الخبير بعض الأسباب:

"المنافسة من الشركات الدولية، عدم الثقة من مؤسساتنا، نقص التمثيل لدى الهيئات اتخاذ القرار في الاتحادات والمؤسسات العامة..."

لتمكين ظهور حقيقي لهذا السوق، يقترح البدء بصناع القرار العموميين في مجال الخدمات اللوجستية، مثل الوكالات الحضرية. يتضمن ذلك مساعدتهم في دراسة إدارة تدفقات النقل وتكييف مناطق وأوقات التسليم (أوقات جمع القمامة، إدارة المخاطر مع المنتجات الخطرة). يمكن أن يتضمن ذلك أيضًا المساعدة في التنسيق بين الترام والحافلات الحضرية وإنشاء مسارات مخصصة لسيارات الأجرة لتسهيل حركة المرور في المدينة.